منتديات راب الشلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـــرـــحـــبـــاــــ بـــكــــم فــــــــــي راب الشلة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصرامي




عدد الرسائل : 279
حبتين :
الجنسية : ((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)). Male_q10
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)). Empty
مُساهمةموضوع: ((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)).   ((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)). Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2008 5:19 am

التضحية





بسم الله الرحمن الرحيم



فرك عينيه
بتراخي و قام من فراشه متحسسا مساره في الظلام قبل أن ينير الغرفة.. تقلّص
بؤبؤا عينيه و تثاءب و هو ينظر للساعة.. الثالثة و الربع بعد منتصف الليل.

نزل السلم الأبيض، ببطء، إلى الطابق الأول..

غادر المطبخ بخطى مترنحة بعد أن عبّ نصف قنينة من الماء البارد ثم لمح نورا و هو يصعد أولى درجات السلم.. إنها غرفة (كمال).

دخل و نظر بداخل الغرفة ثم لاحت عليه الدهشة و هو يقول:

- لا زلتَ متيقظا ؟.. إنها.. الثالثة و النصف.

- الباكالوريا يا أبي.. أنت تعلم !..

- نعم.. لكن هذا لا يعني أن تدرس كل ساعات اليوم.. راحتك مهمة أيضا يا بني.

- حاضر يا أبي الحبيب..

و أغلق الكتاب على قلم رصاص، انتصب و دفع الكرسي إلى الوراء ثم تقدم نحو والده، أمسك رأسه بكلتي يديه و تطاول ليقبّل وسطه بحرارة.

- رضي الله عنك و وفّقك.

- آمين.


* * *



توقّف دوّي
الصّافرة و بدأ التلاميذ يتناثرون بالساحة حتى خلت الأقسام تماما.. لكن
فناء الساحة لم يمتلئ كما ديدنه، ربما بسبب اقتراب امتحان الباكلوريا أو
(الباك) كما يحلوا لهم القول هنا.. فاستغل تلاميذ المستويات الأخرى الفرصة
ليقوموا بما يسمى (الهروب) أما تلاميذ الباك المساكين فأجرهم لله.

بجانب الصنابير انحنى (كمال) يكرع ما تيسّر من الماء ثم رفع رأسه، حمد الله و قال لوليد الذي يمسح عويناته للمرة العاشرة:

- ألا ترى أننا نضيع وقتنا الآن.. فالثانوية أضحت خالية كمقبرة مهجورة.

لم يجبه (وليد) و لم يبال (كمال) بإجابته لأنه التفت ينظر لشيء وسط الساحة و مالت شفتاه في ابتسامة أنيقة..

نظر (وليد)خلف كتفه ليرى ما يراه صديقه و ما يدعوه لهذه الابتسامة
المتصنّعة، فوجد (كوثر) و رفيقتها (سهام) تقفان قرب النخلة الكبيرة وسط
الساحة. كانت (كوثر) تضمّ محفظتها إلى صدرها و تبتسم.. آآه.. إنها تبتسم
مع (كمال) إذن !

فهم (وليد) هذا، فابتسم بدوره و ربّت على كتف (كمال) قائلا:

- مسكين.. لا أظن أن دروس الفيزياء و الرياضيات ستدعك تحبّ بسلام !..

نظر (كمال) إليه نظرة خاوية ثم دون أن ينبس ببنت شفة توجه حيث الفتاتين.. و تبعه (وليد) مُبتسما بخبث..

صاح (كمال):

- السلام عليكم..

- و عليكم السلام و رحمة الله.

- كيف حالكما مع النواس الوازن و العلاقة الأساسية للديناميك ؟

- زي ّالزفت.

قالتها (سهام) و انفجرت ضاحكة.. و ضحك (كمال) و (وليد)، ثم قال الأول:

- عندي مفاجأة سارّة لكِ..

أجابت (كوثر) لا شعوريا و هي تشير إلى صدرها بدهشة:

- أنا ؟!..

- يس.

و أخرج شيئا أحمرا، لامعا من جيبه..

- إنه دبوس بسيط، يعوّض دبوسك الجميل، الذي سببت له إعاقة مستديمة..

- واااو... لا، أرجوك.. لا تقل أن هذا لي !..

- حسن، إن لم ترغبي به.. سأهديه لصديقي (وليد).

و انخرطوا في ضحك حاد، منعش.. و أخذت (كوثر) الدبوس و فمها منفرج على
ابتسامة بيضاء، و أمطرت (كمال) بكل عبارات الشكر و الامتنان الموجودة في
(لسان العرب) حتى خجل هذا من نفسه و انعقد لسانه مكتفيا بابتسامة طويلة.

ثرثروا بعد ذلك عن الامتحان و عن ما بعد الامتحان..

قال (وليد) بصوته الرفيع:

- بعثت الأسبوع المنصرم بطلب إلى مدرسة (الهندسة الإلكترونية) بالدار البيضاء.. سأموت إن لم أُقبل.

قالت (سهام) شيئا مثل (اختيار صائب، فأنت شخص إلكتروني تماما)..

و قال (كمال) مسندا ظهره إلى جذع النخلة:

- أما أن فالطب و لا شيء غير الطب..

هنا هتفت (كوثر) بفرحة و حماس:

- أنا أيضا.. إنها مصادفة سعيدة.. أرسلتُ لكلية الدار البيضاء.. و أنت..

- أنا أيضا..

- واو..

ثم قالت (سهام) المتأنّقة بأسلوب متأنق:

- لن تصدقوا أنني أنوي متابعة الدراسة في الدار البيضاء أيضا.. معهد الصحافة.

- يا لها من مصادفة.. كلنا بالدار البيضاء !..

تنهّد (وليد) و هو يقول بملل:

- كلّ هذا رائع.. لكننا أمام وحش (الباك) الآن.. و لم نعرف مصيرنا بعد.

- خير إن شاء الله.

قالها (كمال) ثم التفت حيـن سمع خطوات وراءه..

- آه.. أقدّم لكم (خالد) زميل لنا في القسم... (كوثر).. (سهام)..

- السلام عليكم.. تشرّفنا.

- و عليكم السلام، تشرفنا يا (خالد)..

قال (كمال) بنبرة سريعة و هو يربت على كتف (خالد):

- على فكرة.. (خالد) أيضا ينوي دراسة الطب..

هتفت (كوثر):

- حقا ؟..

و أجاب (خالد) بابتسامة صغيرة:

- إن شاء الله.. نعم.

اقتعد الخمسة كرسيا خشبيا طويلا و تحدثوا كثيرا.. قبل أن تقول (كوثر) و قد علت قسماتها جدّية مفتعلة:

- بالمناسبة يا (كمال).. كنت قد وعدتني بقصة دبّوسي البطل الذي أنقذك من الموت.. تذكر ؟..

بهتت الابتسامة على ثغر (كمال) و شرد قليلا ثم تساءل:

- ألم تسمعي القصة بالأخبار ؟..

أجابت بين ضحكاتها:

- الأخبار آخر شيء أفكر في الجلوس أمامه..

- حسن، كل ما في الأمر هو..

و حكا القصة من البداية (1)...



و تكاثف الذهول على وجه (كوثر).. و حجبت (سهام) فمها بكفها موارية الدهشة و الفزع اللذان يطلان منه !..


يتبعــــــــــــــــــــ....




* * *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
((الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار)).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات راب الشلة :: قصص رعب-
انتقل الى: