منتديات راب الشلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـــرـــحـــبـــاــــ بـــكــــم فــــــــــي راب الشلة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللهم استر ![/center]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصرامي




عدد الرسائل : 279
حبتين :
الجنسية : اللهم استر ![/center] Male_q10
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

اللهم استر ![/center] Empty
مُساهمةموضوع: اللهم استر ![/center]   اللهم استر ![/center] Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2008 5:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم

'' كمااال... كمااااال... سدد.. سدد.... وووييــــــي !! ''

صاحت الفتيات بلوعة و ارتفعت الأكف و تناثرت القصاصات الملونة
بالقاعة المغطاة.. حيث مباراة نصف النهاية من بطولة الثانويات لكرة السلة.

( كمال متوكل ) ذلك الشاب فارع الطول الذي تتابعه العيون بذهول و هو يخترق
المدافعين ببراعة ليرتقي كالفهد و يتعلق بالسلة و قد تحرك العداد
الإلكتروني الضخم مسجلا فارقا مروعا بين الفريقين !..

- كم هو وسيم و رشيق !..

قالتها (كوثر) للفتاة بجانبها و هي شاردة تضم يديها إلى صدرها بإعجاب
شديد.. نظرت لها صديقتها نظرة طويلة، غير مريحة.. ربما هي الغيرة !..

و هاهو ذا يركض و أصدقائه خلفه و قد أعلن الحكم عن نهاية المباراة بحصة
أمريكية لصالح كمال و رفاقه... إنهم يتكومون فوقه و لا يكاد يظهر إلا وجهه
و هو يبتسم ابتسامة واسعة.. ابتسامة الفوز.

* * *


كان يجفف وجهه و عنقه بمنشفة حمراء و قد انتفش شعره و برزت عليه قطرات
العرق، ثم توقف عن المسح لما لمحها تتقدم نحوه باستحياء و هي تعبث
بأصابعها و تلتفت من حين لآخر إلى صديقتها التي تبتسم بخبث..

- آآآ... مرحبا !

- مرحبا..

قالها و مرر المنشفة على شعره..

- آآآ.. هنيئا لكم التأهل للنهاية.. كان أدائكم رائعا.. خصوصا...

- شكرا... وليييد يا وغد إنه عصيري !..

التفت يصيح في صديقه الذي يعبّ من قنينة عصير..

- خصوصا.. أنتَ !..

انتبه كمال للفتاة المسكينة التي تبدّلت ملامحها و احتشدت العبرات بعينيها
و هي تلفظ كلماتها الأخيرة.. ثم ركضت مبتعدة، مدارية خيبتها..

لم يفهم كمال شيئا من هذا كله.. و ظل ذاهلا يرمقها و هي تبتعد حتى لمح،
فجأة، جسما لامعا يسقط من شعرها و هي تجري.. فتقدم و انحنى يحمله.. إنه
دبوس شعر !..

رفعه بيده و هتف عدة مرات.. لكنها كانت قد انصهرت وسط الزحام.

تأمل الدبوس للحظات ثم دارى إبرته في تجويفه و دسّه بجيبه.


* * *


تمتم وليد بغموض و هو يستحم إلى جانب كمال:

- أنا أحسدك حقا !..

- في عصير الليمون ؟..

- لا يا أحمق !.. في تعدد مواهبك..

ثم مرر الكيس على وجهه فتقلصت ملامحه و تحركت شفتاه بين فقاعات الصابون مستطردا:

- أنت بطل ثانويتنا لكرة السلة و في نفس الوقت تلميذ متفوق ثم شاعر محترف !..

- و ما الذنب الفظيع الذي ارتكبته في هذا ؟..

- أنك لم تترك موهبة لمسكين مثلي..

أغلق كمال الصنبور و مسح على شعره المبعثر قبل أن يقول:

- لا توقظ الموهبة نائما و تعانقه..

ثم همّ بالذهاب إلا أنه توقف ملتفتا إليه و قال:

- بالمناسبة.. لن تصدق أن زعيم الفريق المهزوم قد هدّدني !..

- هدّدك ؟..

- نعم.. عندما صفّر الحكم صافرة النهاية رأيته يتقدم نحوي بسرعة و قد تعمد
الارتطام بي.. ثم إنه توقف للحظة و قال أنه كان من الأفضل لي أن أستجيب
لرسالتهم !..

- رسالة ؟!.. أي رسالة ؟..

لفّ كمال منشفة طويلة على خصره و هو يقول بملل:

- إنه أمر تافه لا يستحق الذكر.. كنت قد وجدت صباحا لما دخلت مستودع
الملابس ورقة بين حاجياتي.. قطعة ورق عليها خط بشع يقول أن من مصلحتي عدم
التظاهر بالاحتراف و أن كل هدف أسجله سأدفع ثمنه أغلى مما أتصور...
تراهات.. أ وَ يحسبون أنني رعديد أبلل سروالي بهذه البساطة !..


* * *


- كـفّي يا حمقاء ستقتلين نفسك..

قالتها و هي تهز صديقتها (كوثر) التي تبكي دون توقف..

- انظري لحالك أيتها البائسة.. إنه حتى لم ينظر إليك.. يا له من متعجرف، وقح..

ثم زفرت بعصبية لما لم تستجب لها..

- حسنا.. ستبقين على هذا الحال للأبد ؟.. إذن، سلام... لن أعيش بقية حياتي و أنا أحاول إقناع فتاة غبية !..

و توجهت بخطى عصبية مغادرة مرحاض الإناث بالثانوية.. ثم توقفت لما سمعت صوتا باكيا من ورائها:

- لكنني.. ضـ..عيفة و لم.. أتحمل الصدمة...

و دفنت (كوثر) وجهها من جديد و هي تغمغم:

- و غـ..بية كذلك... هأهأهأ.. آآآآآآآآآآ..


* * *


أغلق كتاب الرياضيات الذي كان منهمكا فيه طيلة ساعتين و تنهد بعمق و هو ينظر إلى ساعة الحائط التي تشير إلى الثامنة و عشر دقائق..

حمل المفاتيح و غادر المنزل..

هدوء منعش بالخارج.. و القمر يسبغ الوجود بذلك اللون الشاحب ثم النسيم الرقيق، اللذيذ إياه.. إن أمكن وصفه بذلك !..

توقف بعد بضع خطوات و رفع رأسه إلى السماء.. تنشق ذرات الهواء الباردة
طويلا ثم ترنم ببيت شعري ما و ابتسم بصفاء حتى تخلل النسيم أسنانه
البيضاء.. ثم دس يديه بجيبيه و خطى خطوات واسعة..

تذكر فجأة تلك الفتاة التي تصرفت بغرابة هذا الصباح.. تذكر طريقة كلامها
المرتبكة ثم عينيها المبتلتين بالدموع و هي تهرول مبتعدة !...

ربما تجاهلها !..

نعم.. هذا هو التفسير المناسب، لقد كان مليئا بالحماس و الفرحة لدرجة
أنسته رد المجاملات.. إنه خطأ قاسي يوجب الاعتذار.. نعم، سيفعل !..

- كيف يكون بطل شهير وحيدا... غريب هذا !..

جاء هذا الصوت مفاجئا، و من مكان غير متوقع وسط كل هذا الصمت !..

- أنت لا تعلم يا عزيزي أنه شاعر..

- شاعر... وااو..

برز ثلاثة أشباح من زقاق جانبي.. فتوقف كمال و توترت ملامح وجهه التي كانت هادئة، مسترخية..

- لا تخش شيئا أيها البطل الوسيم.. اعتبرنا أصدقاء أو معجبين..

المشكل أنهم يرتدون معاطف ذات أغطية رأس !.. فلا يستطيع التعرف على أحدهم !..

يقتربون الآن منه بتؤدة و يتراجع هو بحذر و عيناه تلتهمان المكان حوله !..

غمغم أحدهم:

- فلنكن عمليين و لندخل كبد الموضوع..

ثم قال آخر بصوت بارد كالثلج:

- كانت حياتك واعدة و مستقبلك منير.. لو أنك فقط كنت متساهلا.. و لكن للأسف، هناك أخطاء لا يمكن إصلاحها... للأسف !..

قال هذا و أخرج يده من داخل معطفه و هي تحمل شيئا أسودا ضخما.. ربما هي عصا أو قضيب حديد !...

قام الآخران بذات الشيء !..

صدقت شكوك كمال لسوء حظه.. و دارت عيناه بهلع تصفان المكان للمرة الألف و
لكنه وجد نفسه بالنهاية محاصرا من كل جهة.. فصرخ بغضب و اندفع يكيل لهم
اللكمات و الركلات.. و لكن الهراوات تهاوت عليه فأنّ من الألم و واصل
المقاومة حتى آخر نفس... ليخرّ ساقطا بينهم !..


* * *


- حسنا.. عندما يأتي أخبريه أن وليد اتصل.. اتفقنا ؟.. باي !

وضع وليد السماعة و خرج من مخدع الهاتف فلحق به صديقه (خالد) الذي كان ينتظره..

- إنها أخته الصغيرة.. تقول أنه خرج منذ الثامنة مساءا و لم يعد !..

- غريب !.. الحادية عشرة الآن.. لم أعهد به التخلف عن المواعيد !..

- نعم، هذا ما يزعجني بالضبط... قد اتفقنا على الثامنة و النصف.. فأين ذهب يا ترى ؟..

- اللهم استر !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللهم استر ![/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات راب الشلة :: قصص رعب-
انتقل الى: