منتديات راب الشلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـــرـــحـــبـــاــــ بـــكــــم فــــــــــي راب الشلة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصرامي




عدد الرسائل : 279
حبتين :
الجنسية : ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم Male_q10
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم Empty
مُساهمةموضوع: ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم   ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2008 5:02 am

--------------------------------------------------------------------------------

ظلام، صمت و خاتم !

(مذكرات طالب طب)



بسم الله الرحمن الرحيم


كانت ليلة أخرى من ليال السنغال الحارة، حيث نزعت الـ(تي شيرت) و جلست أحاول قراءة مطبوع نصف كلماته مختفية ..

أسامة، الطالب المغربي- طبعا – و الذي أكتري معه هذه الشقة عند عائلة مسيحية لا يكف عن جلب العشرات من أصحابه ليقول في كل مرة العبارة التي سأمت من سماعها: "خالد !.. أقدم لك..."

في تلك الليلة تنفست الصعداء، إذ أن الهدوء حلّ أخيرا على هذه الغرفة المسكينة التي طالما امتلأت بالضحكات الشيطانية و دخان التبغ الذي ألفته قصبتي الهوائية.. على فكرة !.. أنا، حاليا، أقرأ درس تشريح القصبة الهوائية !.. لا يهم !..

طُُرق الباب طرقات مصرة، لزجة فألقيت القلم و زفرت بعصبية.. لقد جاء بعضهم مجددا !..

مروان و مهدي.. الأول قصير، غريب الأطوار و الثاني طويل، شامخ الأنف، لا يكاد ينظر إليك و هو يكلمك !..

أعقاب سجائر و قهقهات يعقبها كلام فاسق.. يجب أن أبحث عن مكان آخر.. يجب .

لا أدري متى هدأ الجو.. نهضت ليستقيم ظهري و كي لا أضطر إلى اقتناء عكاز الأسبوع القادم لا قدر الله، ثم توجهت إلى النافذة حتى أزيح الستائر ليغادر التبغ اللعين هذا المكان قليلا ..

قال لي مروان، القصير، و هو يشعل لفافة أخرى ليغيظني:

- أين ذهب أسامة و مهدي ؟..

- لا أدري.. ربما هربا إلى المغرب، فنحن نعيش الموسم الأول من داكار بريك !..

لم يكترث لكلامي و نفث هالات متلاحقة من الدخان.. (كيف يفعل هذا ؟ ) ثم قال بتهالك و ملل:

- ما رأيك أن نُحضّر الأرواح ؟..

- فكرة رائعة.. لكني أريد أن أنام، و أعتقد أنها فكرة أروع !..

- لا !.. أنا جاد..

و اعتدل مكانه و هو يستطرد:

- فقط نحتاج خاتما نحاسيا..

زفرت بملل و قلت في خاطري:

" ربما أنا أكتب بعض التخاريف في الرعب و لكن هذا لا يعني أنني سأصدق هذا الأحمق بأية حال ! "

* * *

جاء أسامة و صاحبه بعد ذلك، فاقترح عليهم مروان الفكرة و بيّن لهم كم هي رائعة و شيقة فاتهموه بالحمق و الهزال الفكري و التقيح الفلسفي و كل تلك المصطلحات الجميلة التي يطربونني بها.. ما أثلج صدري و أكّد نظريتي إلا أنه بدا مُصرّا كسحلية رضيعة و هو يصرخ و اللعاب يتطاير من شدقيه:

- سأثبت لكم أنني خبير في هذه الأشياء.. أ لم أقل لكم أني حضرت جلسة لتحضير الجن و هي أفظع من هذا الهراء، فقد كاد أحد أصحابي أن يفارق الحياة لما طارت كأس ثقيلة لتتفجر على رأسه و يفقد الوعي !... أما ما سنقوم به فهو تحضير الأرواح الهائمة لا غير !..

يا سلام !.. كم يبدو هذا رومانسيا فياضا بالشاعرية... ألم أقل لكم أن هذا المخلوق غريب الأطوار ؟..

قال أسامة و هو يخرج لفافة من العلبة:

- حسنا.. حسنا.. كفّ عن الهرطقة و الزرطقة سأنزل لأبحث عن خاتم يصلح لدى (ساي) ؟

- و من هي (ساي) هذه ؟

- واحدة من بناتهم..

- بنات من ؟..

- بنات العائلة المسيحية التي
نقطن عندها يا مغفل !..

- أ هي جميلة ؟..

* * *

كنت أفكر جديا بالنوم، فأنا شخص ملول بطبعي، و لم يكن ضمن برنامجي أن أسهر مع جماعة من المتخلفين لدعوة روح المرحوم فؤاد الأطرش !..

إلا أني لما رأيتهم قد أطفئوا النور و اجتمعوا حول مائدة صغيرة بعد أن أزالوا من فوقها بقايا الخبز المحنّط، قررّت الجلوس معهم قليلا لأرى هذا السخف و لأثبت أن هذا الـ "مروان" يستحق الحرق أمام الملأ !..

أضاء أحدهم النور فجأة و هتف:

- نسينا شيئا مهما يا حمقى !..

كان هذا مروان جاحظ العينين..

قال شامخ الأنف، مهدي ليثبت أنه يعرف هذه الأمور جيدا:

- ورقة عليها الحروف الأبجدية..

- تماما !..

التفت إليّ أسامة، و الذي لابد أنه رأى خط يدي بمكان ما:

- أنت يا خالد.. لديك خط جميل.

نهضت لاعنا الحر ، و قصدت المكتب المبعثر لأحمل قلم الحبر الأسود السميك، ثم بحثت بنفاذ صبر على ورقة تصلح..

- كيف أكتبها ؟..

- بشكل دائري.. و في الوسط
أكتب كلمتي نعم و لا و ضع حول كل منهما دائرة..

قالها مهدي بغموض و وقار ليثبت من جديد أنه يفهم هذه الأمور جيدا..

كذلك فعلت، ثم وضعت الورقة على المائدة أمامهم لأجد مروان، المشعوذ، قد كتب شيئا ما على ورقة صغيرة بخط بشع.. انحنيت بقامتي، و قد بدأ الفضول يقوم بمفعوله، و حاولت قراءة المكتوب إلا أني فشلت.. هي جملة أو جملتان بهما بالتأكيد كلمات كـ "أعوذ" و "جان" و "روح" ثم بالأخير " لا تختر لا " !..

يعني أن الروح التي ستشرفنا بالزيارة من المفترض أن تختار نعم و ليس لا.. بدأت أفهم قليلا.. فلأجلس إذن و لأتابع الفهم.. لا يبدو هذا سيئا كما كنت أظن !..

- أطفأ النور لو سمحت !..

- أطفأه أنت !..

- يا سلام.. و لماذا لا تطفأه أنت !..

- لا يا سيدي لن...

- اللعنة.. كفا عن هذا
السخف !..

و أطفأ أسامة النور بعنف..

* * *

- أولا.. التزموا الصمت لا أريد سماع أحدكم يستأذنني للذهاب للمرحاض أو لفرقعة أصابعه.. اتفقنا !.. ثانيا، أحتاج واحدا فقط ليعينني و ليتأكد من صحة الأمر.. سيضع أصبعه على الخاتم كما سأفعل و يردد معي في سره هذه الكلمات بعد أن يحفظها..

قال هذا مروان و أشار إلى قطعة الورق الصغيرة..

أما عن كيف نرى وسط الظلام.. فاطمأنوا لم نكن نرتدي نظارات الأشعة تحت الحمراء و إنما نسيت أن أخبركم أني وضعت حاسوبي النقال على السرير كي يمدنا بشيء من الضوء !..

اقترح علي، كما توقعت، أن أشاركه في ذلك الهراء فرفضت طبعا.. و هكذا تطوع أسامة و هو يطفأ اللفافة في كأس على الأرض.

* * *

الصمت... تبا !.. أكاد أسمع صوت التفاعلات الكيميائية بمعدتي أو (الميتابوليزم) كما يصر أساتذة الطب على تسميتها !..

أصبعان فوق الخاتم الصغير.. أو بالأحرى الأنملتين فقط.. فقد قال المشعوذ الكبير أنه لا يجب الضغط على الخاتم مطلقا كي يتحرك، إذا أراد، بحرية..

الصمت !.. و شفاههما تتحرك.. حسنا.. متى سينتهي كل هذا ؟... أوووف.. ألم يكن بإمكاني التخلص من فضولي السخيف و معانقة وسادتي في نوم هو بالتأكيد أقل مللا من هذا الــ !..

الصمت.. مهدي بجانبي تثاءب بتعالي ليأكد أنه يعلم كيف يتثاءب جيدا..

الصمت.. يا ربييي !.. سأجن !.. متى سيتحرك هذا الخاتم السخيف ؟... إنها.. إنها الواحدة و... النصف ليلا... و.. ما هذا ؟.. هل بدأت أحلم ؟..

* * *

قلت لنفسي بألا تحاول إقناعي بكون الخاتم تحرك.. لابد أن أحدا أو كلاهما حركه.. لم لا ؟.. بل لماذا تطوع أسامة بالضبط ؟.. أليس من الممكن أن يكون كل هذا مجرد تمثيلية سخيفة !..

لكن انتظر!.. إن الخاتم لا زال يتحرك.. ببطء شديد لكنه كان يتحرك، أقسم على هذا..

طبعا، لا تصدقوني إن قلت أنه كان يتحرك بطريقة عجيبة.. كأنه ينزلق.. نعم، كان ينزلق إن شئتم الدقة.. و بعينين جاحظتين و ذهن شارد مبهور كنت أتابع انسياب الخاتم الشيطاني إلى حرف من الحروف، لم يتضح بعد كنهه.. ثم توقف و انحرف في مساره إلى... نعم هذا واضح.. إنه يتجه صوب كلمة (لا) التي تفننت في تخطيطها !..

* * *

استقر الآن وسط الدائرة التي تحيط بلا .. و لكن ما معنى هذا أصلا ؟.. ماذا يقصد بلا ؟..

رفع أسامة أصبعه و تنهد و هو يرمق الخاتم بانبهار... هنا، زفر مروان و نهض و هو يطلق سبات و لعنات.. ثم أضاء النور..

- من قال لك يا أحمق أن ترفع أصبعك ؟..

- لماذا ؟

- لقد أفسدت الأمر يا عبقري !..

و هكذا أعدنا التجربة و عاد الصمت من جديد..

أحيانا تكتشف أشياء لأول مرة.. متى كان صوت الساعة مرتفعا إلى هذا الحد ؟.. و السرير الذي نجلس فوقه.. هل كان يصدر هذه الأنات المتقطعة من قبل ؟..

ثم.. بلعت ريقي و تعوذت بالله من الشيطان الرجيم.. بدأ الخاتم يدور حول نفسه، رغم أن الأصبعين موضوعين على طرفه !.. فلكم أن تتخيلوا منظري و أنا شارد، أحاول فهم هذا الشيء الذي يحرك الخاتم !..

طبعا، بعد ذلك تثاءب أحدهم أو دندن فقام مروان من جديد و أضاء الغرفة قبل أن يطلق السباب لننفجر نحن ضاحكين و أنا متأكد أن في دواخلنا رجفة غريبة و تعجب عنيف !..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ظـــــــــــلام ؛ صمـــــــــت و خــــــــــــــــاتـــم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات راب الشلة :: قصص رعب-
انتقل الى: