شبح نجلاء
تضاربت المشاعر بداخلي **تارة أشعر بالخوف و تارة بالندم** حيث أجدني بين الفينة و الأخرى أبكي بحرقة لينقلب بكائي الى ضحك هستيري .. أعرف أنه ما كان يتوجب علي فعل هذا .. ما كان علي الوثوق بعالم الشعودة و السحرة حتى يقودني الى ما أنا فيه , يقوذني لقتل أعز صديقاتي .. أجل قتلتك و أخذت دمك لذلك الساحر الذي لم أعد أعرف له طريقا , قتلتك لأنقد عائلتي من الهلاك الذي كان سيصيبهم بسبب عبثي .
اليوم هو ذكرى مماتها , ذكرى اليوم الذي أقنعتها فيه بكل سهولة أن ترافقني لذاك المكان القذر حيث هجمت عليها كالوحش الكاسر بالسكين , ذكرى اليوم الذي اكتشفت فيه أنه لا يوجد أقسى مني بهذا العالم .
اليوم أنا ذاهبة الى زيارة قبرها و الذي أزوره لأول مرة بعد مرور سنة .
أعرف أنها لم تكن فكرة جيدة بزيارة قبرها ، لا أدري ما الذي كان يدفعني لذلك **ندمي أم اعادة ذكراها .. ذكرى لذة الانتقام**أم هو الحلم الذي رأيته أمس ،اذ رأيتها في زي أسود ** تؤكد ضاحكة أنه سيأتي اليوم الذي تسترد حقها **
يا للعجب.. كيف لميت أن يستطيع استرداد حقه.. هل سيحيى من جديد أم سيحيى من جديد. ..
ها أنا ذي دخلت المقبرة , و ها أنا أمام قبرك لأخبرك أنك لاشيء غير جثة هامدة , لا تستطيعين شيئا , و أن كوابيسك التي أراها تبقى سجينة عالم الأحلام .
أتعرفين يا نجلاء , يا صديقة الطفولة و الشباب , لا أشعر بأي شفقة تجاهك أو حتى قطرة احساس بالخجل , اذ كنت لا تستحقين الحياة بدمك الثقيل و لو لدقيقة .
رفعت رأسي متوجهة بنظري حولي , كل ما بالمكان قبور يلفها الصمت من كل جانب , أترين يا نجلاء ان هذا المكان أرحم بك من بقائك بيننا تثقلين الجو بملاحظاتك السخيفة و أفكارك الطفولية .آه لا أدري ما الذي أفعله هنا مضيعة و قتي في الحديث مع جماد لا يفقه شيئا.
**كانت هاته كلمتي الأخيرة قبل أن أغادر المقبرة متجهة الى بيتي**
توجهت الى البيت وانا أفكر فيك و في العياء الذي اصابني لأشعر بالنوم يتسلل الى عيناي , لم أستيقد الا على صوت في المطبخ , أضنها امي جائت كعادتها لزيارتي , نظرت الى الساعة في يدي لأدرك اني لم أنم الا ربع ساعة , نهضت من مكاني متوجهة الى المطبخ كي أرحب بأمي لكني لم أجدها فيه , حسنا ربما قد صعدت لغرفتها التي خصصتها لها كي تنام فيها كل ما جائت لزيارتي , و أنا خارجة من المطبخ سمعت الصوت من جديد داخله حين رجعت لأتفقد الأمر وجدت جثة امرأة بالمطبخ كانت قد شوهت تماما , دعرت للمشهد كثير و لم أستطع الحراك من مكاني لتبدأ الجثة بالنهوض حاملة في يدها سكين متوجهة نحوي , لم أشعر الا و أنا اركض بين أرجاء منزلي و هي لا زالت و رائي تطاردني **أخذت ضربات قلبي تتسارع وأنفاسي تنقطع وصلت الى باب الحديقة الخلفية ،حين فتحته ضهرت أمامي جثة أخرى , لم يكن أمامي الا أن اهرب باتجاه آخر و كلما فتحت باب غرفة لأختبأ فيها خرجت منها جثة تحمل بيدها سكين ، الى أن أصبح المنزل يعج بالجثث و الفوضى في كل مكان .. لم يبقى امامي غير الباب الأمامي لأطلب النجدة من الخارج لأتفاجأ بجثث أخرى تحبس عني الطريق.
يا الاهي ما الذي أنا فيه و هل من مفر فأنا محاصرة من كل جانب .. ها هم الموتى الذين كنت اهزأ منهم من دقائق واقفون يطاردونني داخل بيتي , تسمرت في مكاني لا أدري أين أتوجه لتظهر نجلاء من بين الجثث قادمة نحوي بكل عزم فأين المفر. نجلاء كانت على حق اذ الأموات كذلك يعرفون معنى الانتقام , لكن رغم كل هذا يجب أن اتشجع , لا بد أني احلم.. و حتى ان كانت الحقيقة , ما عساك تفعلين ، لم تستطيعي شيئا ضدي و أنت حية , فكيف تستطيعنه بعد مماتك؟.
***أعرف أنك بريئة.. لا ذنب لكي.. ولكني كنت أحتاج الى دمائك النقية لانقاد عائلتي و اشباع رغبة الساحر ,كانت دمائك احدى ما تحتاجه تعويدة ذلك الساحر للعفو عن خطئي بسرقة أحد كتبه السحرية , كان قد هددني بأن يصيب الجنون كل من يحمل دمي من العائلة و ان أردت صفحه علي احضار دم انسان لم يمر على موته الا ثلاث ساعات حتى يستخدمه لاتمام بعض تعاويده , فاعذريني ان أنا اخترتك أن تكون ذلك الاسنان المطلوب , لكني كنت أرى فيكي من الجبن و السداجة و عدم النفع ما يدعوني لذلك .***
لا زالت تتقدم نحوي و أنا لا أستطيع تحريك ساكنا لأشعر بأظافرها القذره تنغرس في كتفي, أغمضت عيني وأنا أقول : هذا حلم ..كابوس وليس حقيقة , وقلبي الخافق يعلن عصيانه ليظهر لي مدى خوفي , صرخت اذهبي ماأنتِ إلا وهم . لتتعالى ضحكاتها الخبيتة هازة أرجاء المنزل و هي تقول ***سوف تموتين .. سوف أنتقم .. سأسترد حقي *** دفعتها عني ووليت هاربة لأرتطم بكرسي و أقع على الأرض .. فما عساي أفعل الان , أنا محاصرة من كل جانب, فجأة سمعت طرقات في الباب ,هززت رأسي لأنظر حولي , وجدت أن كل شيئ اختفى لم يعد هناك أثر للجثث التي كانت تطاردني ولا للضجة التي كانت بالبيت , كل عاد كما كان.
يا الهي . هل انا اتوهم ام ماذا؟ ما الذي يحصل معي؟