إلى طغاة العالم
ألاّ أيّهــــا الظـــالمُ المســـتبِدُّ
حــبيبُ الظــلامِ, عــدوّ الحيــاهْ
ســخرتَ بأنّــات شـعبٍ ضعيـفٍ
وكــفُّك مخضوبــةٌ مــن دمــاهْ
وســرتَ تُشــوِّه سِــحْرَ الوجـودِ
وتبــذرُ شــوكَ الأسـى فـي رُبـاهْ
**********
رُوَيـــدَك! لا يخــدعنْك الــربيعُ
وصحـوُ الفضـاء, وضـوءُ الصبـاحْ
ففـي الأفُـقِ الرحـبِ هـولُ الظـلام
وقصـفُ الرعـودِ, وعصـفُ الريـاحْ
حــذارِ! فتحــت الرمــادِ اللهيـبُ
ومـن يبـذرِ الشـوك يجـنِ الجـراحْ
**********
تــأمل! هنــالك.. أنّــى حـصدتَ
رؤوسَ الــوَرَى, وزهــورَ الأمـلْ
ورويَّــت بــالدمِ قلــبَ الــترابِ
وأشْــربتَه الــدمعَ, حــتى ثمِــلْ
ســيجرفُكَ الســيلُ, سـيلُ الدمـاءِ
ويـــأكلُك العـــاصفُ المشــتعِلْ
====================
إلى الطاغية
يقولـون: صـوت المسـتذَلِّين خـافتٌ
وسـمع طغـاة الأرض أطـرش أصْخَمُ
وفـي صيْحـة الشـعب المسخَّر زعزعٌ
تَخِــرُّ لهـا شـمُّ العـروشِ, وتُهْـدَمُ
ولَعْلَعـةُ الحـق الغضـوبِ لهـا صدى
ودمدمـةُ الحـربِ الضـروسِ لهـا فَمُ
إذ التــفّ حـول الحـقّ قـومٌ فإنَّـه
يصــرِّمُ أحــداثَ الزَّمـان ويُـبْرمُ
******
لـك الـويلُ يـا صَرْحَ المظالمِ من غدٍ
إذا نهـضَ المسـتضعفون, وصمّمـوا!
إذا حــطَّم المســتعبَدون قيــودَهم
وصبُّـوا حـميم السـخط أيَّـان تعلمُ..!
أغـرّك أن الشـعبَ مُغْـضٍ على قذى
وأنّ الفضـاء الرّحْـبَ وسنانُ, مظلمُ?
ألاَ إنّ أحـــلامَ البـــلادِ دفينــةٌ
تَجَمْجَــمَ فـي أعماقِهَـا مـا تَجَمْجَـمُ
ولكــن ســيأتي بعـد لأي نشـورُها
وينبثـــقُ اليــوم الــذي يــترنّمُ
هـو الحـقُّ يُغفـي.. ثمّ ينهضُ ساخطًا
فيهــدمُ مـا شـادَ الظِّـلامُ, ويَحْـطِمُ
غـدا الـرّوْع, إن هـبّ الضعيفُ ببأسه
ســتعلمُ مــن مِنَّـا سـيجرفُهُ الـدّمُ
إلـى حـيث تجـني كفُّـه بـذرَ أمْسِه
ومُــزدَرِعُ الأوجــاعِ لا بـد ينـدمُ
سـتجرع أوصـابَ الحيـاة, وتنتشـي
فتصغــي إلـى الحـق الـذي يتكـلمُ
إذا مـا سـقاكَ الدهـرُ مـن كأسِهِ التي
قَرارتهــا صــابٌ مَريـرٌ, وعلقـمُ
إذا صُعِــقَ الجبّــارُ تحـت قيـودِهِ
يصيــخُ لأوجــاعِ الحيـاةِ ويفهـمُ!!